سحب ملايين اللترات من المياه وتركيب خط أوكسجين وحفر آبار لتصريف المياه لمنح مزيدًا من الوقت لبقاء الأطفال
رسائل الأطفال: نحن أقوياء لا تقلقوا.. وأحدهم لوالديه: إذا تمكنت من الخروج حضرا لي اللحم المشوي
غواصو البحرية يرسلون مواد غذائية وأسطوانات أوكسجين.. والعمدة: الأطفال لم يتعلموا الغوص حتى يمكنهم العبور
قالت السلطات في تايلاند إنها بدأت عملية لإخراج الفتية الـ 12 ومدربهم لكرة القدم من الكهف المملوء بالماء الذي حوصروا بداخله منذ أسبوعين.
وقال المشرف على عملية الإنقاذ إن 18 غواصاً يشاركون في العملية الخطرة التي قد تستغرق ما يصل إلى 4 أيام بحسب الطقس.
وقررت السلطات التحرك لاعتقادهم أن منسوب المياه داخل الكهف هو في أدنى مستوياته الآن بعد سحب ملايين اللترات إلى الخارج.
وكان نارونجاسك أوسوتانكورن حاكم منطقة تشيانج راي التي يقع فيها الكهف، قد قال إن الظروف الآن “مواتية بدرجة ممتازة”، لكن ثمة مخاوف من هطول الأمطار الموسمية، ما سيؤدي إلى امتلاء ممرات المرور الضيقة بالمياه.
وكان الأطفال يستكشفون معالم الكهف عندما علقوا ومدربهم بسبب ارتفاع منسوب المياه في 23 يونيو الماضي.
ويواصل غواصو الإغاثة منذ ذلك الحين إرسال الغذاء وأسطوانات الأوكسجين والمساعدات الطبية، بينما يعمل فريق دولي ضخم على وضع خطة لتحريرهم.
وقال نارونجاسك: “الآن وخلال الأيام الأربعة المقبلة، الظروف مواتية بدرجة ممتازة لإجلاء الأطفال من حيث منسوب المياه وحالة الطقس وحالة الأطفال الصحية”.
وشدد قائلا: “علينا اتخاذ قرار واضح بشأن ما يمكننا القيام به الآن”. وهطلت أمطار غزيرة لفترة قصيرة مساء السبت، بعدما أدلى نارونجاسك بتصريحاته، ولم يتضح ما إذا كان هذا سيؤثر في خطط إنقاذ العالقين أم لا.
وفي وقت سابق اليوم، نشرت البحرية التايلاندية رسائل كتبها الأطفال إلى أسرهم لطمأنتهم. وكتب أحد الأطفال: “لا تقلقوا، فنحن أقوياء”، وأضاف مازحا: “إلى أستاذي، لا تكلفني بواجبات كثيرة”.
وكتب آخر: “إذا تمكنت من الخروج، فمن فضلكما، أمي وأبي، أحضرا لي موكاثا (لحم مشو تايلاندي) لأكله”. وقدم مدرب كرة القدم الذي اصطحب الأطفال إلى الكهف اعتذاره للآباء، لكن كثيرا منهم قالوا إنهم لا يلومونه.
واتضحت خطورة الوضع عندما لقي غواص سابق في البحرية التايلاندية حتفه بعدما وضع أسطوانات الأوكسجين على طريق محتمل للخروج، الجمعة.
وقال نارونجاسك إن الأطفال الآن يجلسون على رف صخري جاف، لكن الأمطار يمكنها تقليص تلك المساحة إلى “أقل من 10 أمتار مربعة”.
ويقول مسئولون إن خطا للأوكسجين جرى تركيبه لتقليل آثار زيادة ثاني أكسيد الكربون الناجم عن تنفس عدد كبير من الأشخاص في مساحة صغيرة كهذه.
كما جرى حفر آبار ثقبية داخل الصخر لتجفيف المياه وتصريفها إلى الخارج، ومنح مزيد من الوقت لبقاء الأطفال.
وقال نارونجاسك إن الأطفال لم يتعلموا مهارات الغوص بعد حتى يتمكنوا من العبور بسلام. والسيناريو الأفضل لتحرير الأطفال هو سحب ما يكفي من المياه خارج الكهف ما يسمح لهم التسلق إلى الخارج.
ولم يحدد نارونجاسك مسار العمل بدقة خلال الأيام القليلة الحاسمة المقبلة. كان فريق إنقاذ بريطاني قد عثر على الأطفال داخل الكهف، على بعد 4 كيلومترات من مخرج الكهف.
وينتمي الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاما، إلى فريق كرة قدم يسمى “وايلد بورز”، وعلق الأطفال خلال رحلة استكشافية بصحبة مدربهم داخل الكهف. واستغرق العثور عليهم في تلك الأعماق داخل الكهف نحو 10 أيام.