سيحكي يومًا “أطفال الكهف” في تايلاند أن العالم كله وقف يتابع لحظة بلحظة عملية إخراجهم من الكهف المظلم وسط المياه بصعوبة بالغة، وأن إمكانيات دولتهم ودول مجاورة حُشدت لتنقذهم من الموت وهم على بعد خطوات قليلة منه.
فقد تمكن غواصون محترفون من إنقاذ 11 صبيا من كهف تغمره المياه بشمال تايلاند فيما لا يزال طفلا ومدربه تحت الإنقاذ.
يشار إلى أنه علق 12 صبيا ومدرب كرة القدم الخاص بهم يوم 23 يونيو بعدما تسببت الأمطار الغزيرة في فيضان غمر الكهف، وعثر غواصون عليهم أحياء الأسبوع الماضي.
وقررت فرق الإنقاذ الشروع في عملية إخراجهم، على الرغم من مخاطرها، مخافة أن يرتفع منسوب المياه مرة أخرى.
وقالت مصادر طبية إن الأولاد الذين خرجوا يتلقون العلاج والرعاية الصحية في قسم خاص تم عزله خصيصا لهم داخل أحد المستشفيات القريبة، في حين قال الفريق الطبي إن صحة جميع الأولاد الذين خرجوا جيدة، ولا يعانون من أي ارتفاع في درجات الحرارة، ويتحدثون بشكل طبيعي.
وذكر الفريق الطبي أن أحد الأولاد يعاني من التهاب بسيط في الرئة، فيما أظهرت الفحوصات أن ولدا آخر يعاني من بطء في دقات القلب، إلا أن كليهما يتحسنان بصورة سريعة، وفقا للتقارير الطبية.
وتمكنت عائلات الأطفال الأربعة الذين تم إنقاذهم في البداية من رؤية أطفالهم من وراء جدار زجاجي، إذ تم الحجر عليهم صحيا خوفا من حملهم لأي فيروسات أو أمراض من داخل الكهف.
ومع استمرار سقوط الأمطار بصورة غزيرة، يسابق الفريق الزمن لإخراج من بقي من الأولاد داخل الكهف.
يذكر أنه يعمل في المهمة 90 غواصا، 40 من تايلاند و50 من دول أخرى. ويوجه الغواصون الأطفال في أروقة الكهف المظلمة والمليئة بالمياه نحو المخرج.
ويمثل الانتقال من مكان وجود الأطفال في الكهف إلى الخارج عملية مضنية حتى بالنسبة للغواصين المحترفين.
حيث تتطلب العملية المشي في المياه والتسلق ثم الغوص باستعمال حبل مربوط في الخارج.
ويلبس الطفل قناعا كاملا للتنفس، عكس الغواصين المحترفين، ويرافقه غواصان يحملان له أسطوانة التنفس.
وأصعب نقطة في المسيرة كلها منعطف ضيق يحتم على الغواصين نزع جهاز التنفس للمرور عبره.
وبعدها تأتي منطقة تعرف بـ”الغرفة 3″، ويستعملها الغواصون للاستراحة قبل السير للمرحلة الأخيرة والخروج من الكهف، وبعدها الذهاب إلى المستشفى.