عيتاني يروي تفاصيل تعذيبه: ضربوني على أعضائي التناسلية وعلقوني لساعات وهددوني بإيذاء عائلتي
المحكمة تبرئ زياد من تهمة التعامل مع إسرائيل وتتهم ضابطة بتلفيق التهمة للمثل
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الاثنين، السلطات اللبنانية بالتحقيق حول ظروف اعتقال الممثل زياد عيتاني بتهمة التعامل مع إسرائيل وتعرضه للتعذيب على يد الأجهزة الأمنية لعدة أشهر، قبل أن يحصل على البراءة.
وروى عيتاني في شهادته تفاصيل احتجازه وأنه اضطر بسبب التعذيب للتوقيع على محضر الاعتراف بتهم لم يرتكبها.
ودعت مديرة الشرق الأوسط للمنظمة الحقوقية إلى إجراء “تحقيق شامل في معاملته خلال الاحتجاز وسبب توقيفه”.
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين السلطات اللبنانية إلى التحقيق في ادعاءات الممثل المسرحي زياد عيتاني حول تعرضه للتعذيب أثناء اعتقاله على يد الأجهزة الأمنية العام الماضي، بتهمة “التعامل” مع إسرائيل قبل أن يبرأه القضاء.
وأوقف جهاز أمن الدولة في لبنان في نوفمبر الماضي الممثل زياد عيتاني بعد الاشتباه بأنه قام بـ”التخابر والتواصل والتعامل” مع إسرائيل.
وظل زياد عيتاني معتقلا لعدة أشهر قبل أن يتم إخلاء سبيله في 13 مارس بقرار من القاضي العسكري بعد تبرئته وإسقاط التهم المنسوبة إليه.
وقال عيتاني لهيومن رايتس ووتش وفق تقرير نشرته الاثنين، إنه جرى احتجازه في مركز غير رسمي “حيث ضربه رجال بلباس مدني وقيدوه في وضعيات مؤلمة وعلقوه من معصميه وركلوه على وجهه وهددوا باغتصابه، كما هددوا بإيذاء أسرته جسدياً”.
وأضاف عيتاني “لم يكشف عليّ أي طبيب، كان جسدي أزرق وكنت أبصق دما. لم أكن أستطيع التكلم بوضوح”.
ووجه القضاء اللبناني بعد إطلاق سراح عيتاني، لضابطة رفيعة المستوى تهمة “تلفيق” ملف التعامل مع إسرائيل للممثل المسرحي.
وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة لما فقيه إن “مزاعم عيتاني بالتعرض للتعذيب والإخفاء القسري تستدعي تحقيقا شاملا في معاملته خلال الاحتجاز وسبب توقيفه”، مضيفة “إذا كانت تهمة عيتاني ملفقة فعلا، فهذا انتهاك كبير للعدالة، وعلى السلطات ضمان عدم تكرار ذلك”.
وفي شهادته لهيومن رايتس ووتش، قال عيتاني إنه جرى اقتياده إلى “غرفة مجهزة للتعذيب، مدهونة بكاملها بالأسود وتتدلى من جدرانها خطّافات معدنية”، وتوجه إليه أحد عناصر الأمن بالقول “عليك أن تتكلم لأنه يجب أن تفهم أن التعذيب موجود في جميع البلدان”.
وأضاف عيتاني أن أحد الرجال قام بـ”نزع بنطاله وضربه على أعضائه التناسلية. ثم علق الرجال معصميه على قضيب بين جانبي الباب بحيث بالكاد تلمس قدماه الأرض، وتركوه هكذا لساعات”. واضطر على وقع التعذيب -بحسب شهادته وبعدما هدده أحدهم بـ”إدخال قضيب في مؤخرته”- للتوقيع على إفادة اعتراف.
واعتبرت فقيه في البيان أن “التعذيب ليس غير قانوني فحسب، إنما غير فعال أيضا، إذ قد يؤدي إلى اعترافات كاذبة”.
ويجرم القانون اللبناني التعذيب، إلا أن هيومن رايتس ووتش ذكرت في بيانها أنها وثقت طوال سنوات “ادعاءات ذات مصداقية بالتعرض للتعذيب في لبنان”، إلا أن السلطات لم تحقق فيها كما يجب و”لا تزال محاسبة التعذيب خلال الاحتجاز غائبة”.
زياد عيتاني، ممثل لبناني ذاع صيته في السنوات الماضية في أعمال مسرحية هزلية تناولت خصوصا تاريخ مدينة بيروت وعاداتها، والتغيرات التي طرأت عليها في العقود الماضية.