في مئوية الزعيم.. حروف “نيسلون مانديلا” شرارة الحرية التي  لم تنطفأ: من السجن لـ”حملة التحدي” (بروفايل)

رئيسية قضايا ساخنة

“لقد شعرت في تلك اللحظة التي عبرت فيها بوابة السجن أنني في الواحدة والسبعين من عمري أبدأ حياتي من جديد، وكانت تلك نهاية عشرة آلاف يوم في السجن”.. كانت تلك العبارة هي رد فعل بطل سطورنا القادمة الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا لحظة خروجه من السجن بعد 27 عاما قضاها وراء القضبان بعد معركة طويلة من البحث عن حقوق بلاده.

مابين “الكراهية ليست فطرة لكن البعض يتعلمها ومابين لا يوجد طريق سهل للحرية، والمجتمعات العظيمة تولد من رحم الكوارث البشرية ومابين غرفة صغيرة مظلمة عاش بها رجلا دافع عن الحرية عاش ذلك الرجل الهادىء الطباع سياسيا فذا ومدافعا عن الحق لا غير.

يمر اليوم ذكرى مئوية مانديلا،  صاحب شعار “حملة التحدى” لمواجهة التمييز العنصري والذي أصبح رمزا للعالم في البحث عن الحرية، ولد مانديلا في عام  بقرية مفيزو” بمنطقة “ترانسكاى” بجنوب أفريقيا عام 1918 وفي عام 1944 انضم مانديلا إلى المؤتمر الوطني الأفريقي والذي أراد أن يتمتع السود في جنوب أفريقيا بنفس حقوق الإنسان التي يتمتع بها البيض.

وفي عام 1948 وضعت حكومة جنوب أفريقيا قوانين جديدة للفصل بين البيض والسكان السود وكان يسمى النظام الجديد “الفصل العنصري”.وأصبح مانديلا مشهورا في معركته الطويلة ضد الحكم الاستبدادي والتعصب العنصري. كما أصبح بطلا للعديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم وظلت دعوته للسلام والمحبة مثارا لاعجاب الجميع .

في 1962 تم اعتقاله بعدما صار رمزا للزعامة خاصة بعد أن قاد الشباب في المؤتمر الوطني الأفريقي وتم اتهامه بالتخريب والتأمر للاطاحة بالحكومة.

وفي مايو 1994 أصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. وتقاعد كرئيسا للبلاد في عام 1999. وفي عام 2004، تخلى عن السياسة، وتوفي في 5 ديسمبر 2013 بسبب مرض الرئة.

لم نجد أثمن من حروفه التي تركها لننقلها يوم ميلاده  مما كتبه مانديلا في كتابه ” رحلتي الطويلة من أجل الحرية” والذى تم ترجمته بأكثر من عشرون لغة حول العالم ايمانا بأن الحروف أنبل مايترك الانسان، وأجمل مايمكن ان يعبر عما آمن به رجل منح العالم ضوء في طريق الحرية رغما عن الجميع .

“كنت  أرى أن مجرد الاضراب عن الطعام داخل السجن أمر غير واقعي فلكي يكون فعالاً يجب أن يعلم به العالم الخارجي، وكانت الاتصالات شبه مستحيلة في تلك السنوات. وبالنسبة لي كان الاضراب عن الطعام أمراً سلبياً يضر بصحة أجسادنا الضعيفة، واستدعاء للموت. وكنت دائماً أفضل أنواع المقاومة الأكثر ايجابية ونضالاً كالاضراب عن العمل والتباطؤ ورفض أعمال النظافة وتلك أعمال تضر بالسلطات ولا نعاقب بها انفسنا”.

“وشعرت أيضاً أننا يجب أن نخبر الشعب بما لن نستطيع عمله. فقد كان الجميع يشعرون أن الحياة يمكن أن تتغير في أعقاب انتخابات ديمقراطية حرة. ولذلك كنت أخبر الجماهير أنهم يجب ألا يتوقعوا أن يتملكوا سيارة مرسيدس ويكون لديهم حوض سباحتهم الخاص بعد الانتخابات، فكنت أقول لهم انه لن يكون هناك تغيير مفاجئ سوى باحترامهم لأنفسهم كمواطنين في أرضهم وأنهم قد ينتظرون خمس سنوات لتؤتي الخطة ثمارها، كما كنت أقول لهم إن عليهم أن يعملوا بجد إن أرادوا حياة أفضل  فلن نفعل ذلك لكم ولكنكم أنتم الذين ستحققونه بأنفسكم”

“لم أفقد الأمل أبداً أن التغيير لابد آت، ليس فقط بسبب هؤلاء الأبطال، لكن بسبب شجاعة النساء والرجال العاديين من شعبي، فلا يوجد أحد يكره شخصاً بسبب لونه او خلفيته أو دينه، فإن الناس لابد أن يتعلموا أن يكرهوا، وإن كانوا قادرين على تعلم الكراهية فلابد وأنهم قادرون على تعلم الحب. ففي أحلك أوقات السجن حينما كنت ورفاقي نساق إلى حافة القدرة على الاحتمال كنت أرى وميضاً من الإنسانية في أحد الحراس، ربما لمدة ثانية، لكن كان ذلك الوميض يطمئنني”.

“علمت أن الشجاعة ليست هي غياب الخوف ولكن فى الأنتصار عليه، لقد أحسست بالخوف مرات لا حصر لها ولكني اخفيته وراء قناع من الشجاعة

أنني أؤمن أن فى أعماق قلب كل بشري رصيد من الرحمة السماحة، لا يولد أحد وفى أعماق نفسه كراهية لأحد بسبب لونه أو أصله أو دينه ، فالكره يُكتسب

“فى تلك السنوات الحالكة الطويلة تحول تلهفي على حرية قومي الى لهف على حرية كل الناس – البيض منهم والسود . لقد كنت أعلم علم اليقين أن حاجة الظالم الى الحرية آمس من حرية المظلوم، فالذي يسلب إنساناً حريته يصير هو نفسه أسيراً للكراهية والحقد يعيش وراء قضبان التعصب والحقد .

“إننا لم نتحرر بعد. فالحرية ليست مجرد التخلص من الأغلال ولكن الحرية أن تعيش حياة تحترم فيها حرية الآخرين وتعززها . لقد سرت علي طريق الحرية الطويل وبذلت جهدي كي لا أتداعي أو أسقط وإن تعثرت خطواتي أحيانا”.

Leave a Reply