أدانت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، إعدام محمد سالاس، وهو رجل يبلغ من العمر 51 عاماً من أحد أكبر الطريق الصوفية في إيران، وهي الأقلية الدينية جونابادي درويش.
وقالت المنظمة في بيان لها: “تدين منظمة العفو الدولية، بأقوى العبارات، إعدام محمد سالاس، الذي نُفذ على الرغم من بواعث القلق البالغة بشأن المحاكمة الجائرة، فلدى السلطات الإيرانية سجل مؤسف عندما يتعلق الأمر باستخدام عقوبة الإعدام. فعملية الإعدام هذه بمثابة استهزاء مشين بالعدالة، ومنافية للضمير. إنها استجابة للغضب الشعبي العارم في البلاد، وأخذً بالثأر وليس تحقيقا للعدالة.
وواجه محمد سالاس محاكمة جائرة، وقال إنه أُجبر تحت وطأة التعذيب على تقديم “اعتراف” ضد نفسه. وقد تم بث هذا “الاعتراف”، المأخوذ بينما هو في سريره بالمستشفى، على التلفزيون الحكومي قبل أسابيع من محاكمته، واستخدم كدليل وحيد لإدانته. ولم يُسمح له، في أي وقت، بالاتصال بمحاميه الذي اختاره بنفسه، قبل أو أثناء محاكمته، كما أن مطالب محاميه المستقل المتكررة للسلطات بالسماح بتقديم أدلة حاسمة تشير إلى براءته تم رفضها تماماً.
وبعد إعدام محمد سالاس في سجن رجائي شهر فجرا، أخذت السلطات جثمانه لدفنه في بروجرد، محافظة لوريستان، على بعد مئات الكيلومترات من حيث يعيش أطفاله وأمه، وعلى الرغم من احتجاجاتهم كي يتم دفنه في طهران؛ قامت السلطات بدفنه في بروجرد دون حضور عائلته، وتحت حراسة قوات الأمن. كما رفضت طلب الأسرة بأن يفحص الطبيب الشرعي جثة محمد سالاس لتحديد الجروح التي تكبدها بسبب التعذيب الذي قال إنه تعرض له.
وألقي القبض على سالاس خارج أحد مراكز الشرطة حيث تجمع الآلاف من محتجي جماعة جونابادي درويش للاحتجاج السلمي على اضطهاد الجماعة في إيران.
وقال سالاس، وهو سائق حافلة بحكم المهنة، إنه تعرض للضرب مراراً في مركز الشرطة حيث كان محتجزاً لعدة ساعات. وقال إنه سمع أحد رجال الشرطة يأمر الآخرين “بضربه حتى يموت”. وتم نقله في نهاية الأمر فاقد الوعي إلى المستشفى لعلاج جروحه، والتي شملت جروحاً في الرأس، تتطلب غرزاً، وأسناناً مكسورة، وكسور في الأضلاع، وكسر في الأنف، وفقدان جزئي للرؤية.