الصورة أرشيفية
التقى وفد من منظمة العمل الدولية خلال زيارته للقاهرة بقيادات نقابية وعمالية بدار الخدمات النقابية والعمالية، واستعرض النقابيون ما جرى من انتهاكات خلال مرحلتي توفيق الأوضاع والانتخابات النقابية.
وتحدث ممثلون عن النقابات المستقلة عما واجهوه من تعنت مديريات القوى العاملة في القاهرة والمحافظات، رغم استيفائهم للأوراق المطلوبة وفقًا للقانون رقم ٢١٣ لسنة ٢٠١٧ الخاص بإصدار قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم النقابي، ولائحته التنفيذية – وذلك رغم ما في القانون من مواد اعترضت عليها النقابات المستقلة – وكيف واصلت مديريات القوى العاملة ممارساتها التي استهدفت المنظمات النقابية المستقلة عن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر “الحكومي” بعينها دون غيرها.
كما عدّد الحاضرون أمام وفد المنظمة كيف تنوعت هذه الممارسات بين: المطالبة بأوراق غير منصوص عليها من غير سند من القانون، أو اللائحة، والمماطلة المتعمدة في استلام أوراق توفيق أوضاع النقابات المستقلة وإصدار شهادات إيداع لها خلال أسابيع في حين تنتهي المنظمات التابعة للاتحاد “الحكومي” من توفيق أوضاعها في بضع دقائق رغم ما في أوراقها من مغالطات ومخالفات لأحكام القانون ولائحته، كذلك إلزام النقابات باللوائح الاسترشادية في حين يبيح القانون للعمال وضع لوائحهم الأساسية والمالية بحرية تامة، فضلًا عن منع وجود لجنتين في منشأة واحدة رغم إتاحة ذلك قانونيًا مع تغيير المسمى، بالإضافة إلى الضغط على النقابات المستقلة للانضمام إلى الاتحاد “الحكومي” وإلا لن يتم توفيق أوضاعها.
ووصف العمال الانتخابات النقابية بالأسوأ في تاريخ النقابات العمالية حيث أجريت في جدول زمني مضغوط لم يسمح باستيفاء الخطوات الإجرائية للانتخابات بل إنه أعاق حق المرشحين في الدعاية لأنفسهم وبرامجهم وحق الناخبين من العمال في اختيار الأجدر والأصلح لتمثيلهم والتعبير عن مصالحهم.
واستعرض بعض المستبعدين من الانتخابات في شهادتهم كيف طالتهم هم والمئات غيرهم من المرشحين حملات الاستبعاد الواسعة والمتعمدة التي قامت بها وزارة القوى العاملة دون إبداء أسباب أو لأسباب ومبررات واهية، كالتحجج بعدم وجود أوراق غير مطلوبة، وذلك تحت إملاءات من الاتحاد “الحكومي” والأجهزة الأمنية، كما أوضحوا كيف استخدمت اللائحة التي فرضتها الوزارة على النقابات والمادة الخاصة باستمرار النقابيين بعد بلوغهم سن الإحالة على المعاش في مقاعدهم النقابية في التحكم في نتائج الانتخابات قبل أن تبدأ، لتنتهي غالبية الانتخابات سواء على مستوى اللجان النقابية والنقابات العامة والاتحاد العام بالتزكية مع احتفاظ الوجوه القديمة من قيادات الاتحاد العام بمقاعدها على قمة الهيكل الإداري للاتحاد إلى جانب تمكين أبنائهم من مناصب نقابية، تمامًا كما كانت تجري الأمور في سنوات الأخيرة لحكم مبارك.
ومن جانبها تحدثت كارين كارتيس رئيسة وفد منظمة العمل الدولية إلى الحاضرين حيث أشادت بكفاح النقابيين المستقلين وشجاعتهم في ظل ما واجهوه خلال مرحلتي توفيق الأوضاع والانتخابات النقابية من انتهاكات، وطالبتهم بالتواصل مع منظمة العمل الدولية لنقل الصورة كاملة، كما وعدت بأن الوفد سيرفع تقريره للجنة الاتصال المباشر للوقوف على ملابسات الوضع النقابي في مصر.