وصف مقدم برنامج فى قناة اخوانية أعضاء التيار المدنى الذين شاركوا فى المؤتمر الصحفى الذى نظمته للمطالبة بالإفراج عن سجناء الرأي بالجهلة، وقال تعقيبا على الفيديو الذى تضمن كلمة حمدين صباحى انها كلمات بلاغية تتسول من الحاكم الافراج عن سجناء الرأي ولا تدعو لأي موقف عملي، وقارن هذا المؤتمر بالمؤتمرات الصحفية التى كانت تعقدها جبهة الانقاذ فى عهد مرسى وتزدحم فيها القاعة بالميكرفونات والوكالات للدلالة على ديمقراطية مرسى بالقياس لاشتبداد السيسى وختم ذلك كله بقوله لو كنتوا يا بهايم صبرتم على مرسى كان زمان حمدين صباحى حاكما لكنكم فوضتم السيسى الذى انقض عليكم تباعا
ويهمنى هنا توضيح الاتى
١- ان الادب المفترض فى شخص يدعى الايمان بقيم الديمقراطية ويمسك بميكرفون ان يبتعد عن الالفاظ واللغة المنحطة .. وعن نفسى لم استخدم ابدا لفظ الخرفان فى وصف الاخوان عن قناعة انه مهما اشتدت الخصومة لا يجوز تشبيه الانسان بالحيوان ، حتى لو كانت الدلالة انه يسلك سلوك القطيع
٢- ان الحركة الشعبية التى عارضت حكم مرسى منذ اعلانه الدستورى الذى يعفى الحاكم من الحساب وباثر رجعى وبعد حصار مدينة الانتاج الاعلامى والمحكمة الدستورية وقبلها الموقف من احداث ماسبيرو ومحمد محمود ومن خطابات الود لحكام الكيان الصهيونى والامنيات بازدهار دولتهم .. هذه الحركة التى شملت محافظات مصر لم تصدر باوامر من السيسى ولم تسر خلفه ولم تتفجر حبا فى عيونه بل هو الذى سايرها فى مرحلة متاخرة من تطورها ومن الصراع بين شركاء المجلس العسكرى والاخوان من اجل الهيمنة والانفراد بعد مرحلة المشير الامير وجمعة قندهار وهى مرحلة الود الظاهر التى لم ينكرها احد.
٣- ولم يكن البهايم هم من عينوا السيسى وزيرا للدفاع بل صدر القرار من مرسى ، كما ان اجراءات المرحلة الانتقالية التى ادارها المجلس العسكرى قد ساهمت فى تمكين الاخوان امتدادا لمفاوضات الميدان التى ادارتها بعض قيادات الاخوان مع المرحوم عمر سليمان لسحب كتلتهم مقابل مكاسب تتصل بالوجود السياسى والشراكة
ويتصل بذلك ان مرسى كان يجوب البلاد وهو هارب من السجن متهما بالتخابر ومع هذا استطاع الجاسوس الهارب ان يترشح للرياسة دون ان يقبض عليه اى مخبر ويسلمه لاقرب نقطة شرطة وتم قبول اوراقه بينما تم استبعاد عمر سليمان لنقص التوكيلات! ثم اعلان فوز مرسى وتجاهل شكاوى شفيق بانه هو من فاز وانه تم اخطاره واستلم الحرس الجمهورى قصره ومن الواضح ان اطرافا كثيرة متنفذة كانت على الخط حتى اللحظات الاخيرة
ومن المؤكد ان خبايا هذه المرحلة ستتكشف تباعا ولم يكن “البهايم” طرفا في كوارثها
٤- ومن الصحيح ان المساحة التى انتزعتها الحركة الديمقراطية لنفسها كانت اوسع فى عهد مرسى ولكن ذلك كان ناتجا لميزان القوى وكانت قوى يناير لا تزال طازجه ولها موقف ثابت من مشروع دولة المرشد ومن شعارات الحرية والكرامة والعدالة ، كما ان الصراع على الهيمنة المنفردة كان قد بدا واستفادت الاجهزة الامنية من صراع القوى المدنية ضد دولة المرشد فى ازاحة الاخوان ودخلت بثقلها على الخط .. ويعود ما اصاب الحركة الديمقراطية من ضعف الى الضربات التى نالتها من القطبين المتصارعين
٦- ومن هنا فان مطالبة القوى الديمقرلطية المعارضة للسيسى باستتابة عن ٣٠ يونيو ينطلق من نفس وهم ان الملايين التى تحركت فى كل مصر حركها السيسى او الجيش وان ادارة مرسى كانت رشيدة وضامنة للديمقراطية وهو نفس الوهم الذى اطلق شعار يوم الجمعة العصر مرسى راجع القصر
ولو كان لفترة حكم مرسى ما تصفونه ولادارته وشعبته ما تظنونه لعاد من سنين ، ولكن اطرافا من الجانبين كانت تتغذى على اشاعة هذا الوهم وهو لم يساعد فقط فى استنزاف شباب الاخوان فى معركة وهمية بل ساعد ايضا فى استخدام فزاعة الاخوان والعمليات الارهابية فى دعم توجهات التسلط والاستبداد والاقصاء ، وبمعنى ما فان هذه التوجهات وان كانت تعكس ميولا اصلية الا انها ايضا صناعة اخوانية.
٧- والحركة الديمقراطية ليست رهينة لاى مشروع استبدادى ولا لاى مستبد وليس كل من شارك فى ٣٠ يونيو دعم السيسى فيما كان يعارض فيه الاخوان لا فى قضية العدالة الاجتماعية ولا فى القيود على الحريات ولا فى التبعية وقرض الصندوق او العلاقات مع الكيان الصهيونى .. وانا لم اؤمن بتفويض اى حاكم لا عبد الناصر ولا مرسى ولا السيسى وشاركت فى ٣٠ يونيو ولكنى لم اصوت للسيسى فى اى انتخابات ولم ادعمه فى اى خطوة عارضت فيها الاخوان او غيرهم ولم استخدم فزاعة الاخوان كشماعة اتذيل بها السلطة والقى بها فى وجه اى معارض تبريرا لذيلتى مع التغاضى عن كل ما قامت به الاجهزة فى دعمهم وانتاج كل ما يغذى وجودهم .. الحركة المدنية الديمقراطية ضد الدولة الدينية وضد الاستبداد فى كل مظاهره وميثاقها يرحب بكل من لم تتلوث يده بدم او فساد ومن لم يندمج فى مشروعات الاستبداد السياسى او الدينى وتسعى الى دولة مدنية ديمقراطية حديثة من خلال المسارات الديمقراطية الدستورية
وانا ضد الاستبداد فى كل العصور مهما كان ما يتزين به من اقنعة وارى ان ضمانة الحاضر والمستقبل لمصر تتطلب عدم تسيس الدين او تديين السياسة والايمان الحقيقى بان الدين لله والوطن للجميع وخلاصها فى الحرية والعدالة والكرامة لكل البشر.