في وداع حسين عبدالرازق.. رحيل مؤسس “اليسار والاهالي” الذي ساهم في بناء “التجمع” وانحاز للحق والحرية: خسارتنا شخصية

أد الدنيا رئيسية نرشح لكم

يحيى قلاش ينعي الراحل: فقدنا جزءا من ذاكرة مصر الوطنية ومناضلا لم يتاجر بالأثمان التي دفعها.. رحل جزء منّي

خالد البلشي: رحل الرجل الذي فتح لي الباب لأدخل الصحافة وعلمني كيف يكون الاستاذ كبيرا وزميلا وشريكا.. الكلمات تعجز أن توفيه حقه

غيّب الموت، عصر اليوم الخميس، الكاتب اليساري الكبير وأحد مؤسسي حزب “التجمع”، المناضل حسين عبدالرازق، عن عمر يناهز 81 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، نقل على أثره للمستشفى وتوفى فيها.

ولد عبدالرازق في القاهرة، في 4 نوفمبر 1936، وعمل في العديد من التجارب الصحفية منذ تخرجه من جامعة القاهرة، فضلا عن مشاركته في تأسيس العديد من الصحف والمجلات.

وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم عمل محررا في جريدة الأخبار، ثم في قسم البحوث بجريدة الجمهورية.

وشارك الراحل في تأسيس جريدة الأهالي، والتي أصبح أول رئيسا لتحريرها، خلال الفترة من 1978 وحتى 1988 ووصل توزيعها وقت رئاسته لتحريرها إلى أكثر من 160 ألف نسخة وقادت المعارضة لفترة طويلة ضد نظام المخلوع مبارك حيث دوّن بعد ذلك تجربته مع الصحيفة في كتاب “الأهالي جريدة تحت الحصار”، قبل أن يقدم بعد ذلك على تأسيس مجلة اليسار. والتي واصل فيها نضاله من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات وتقديم تجربة مهنية كختلفة قائمة على التحليل والمعلومات

خلال مسيرته المهنية دفع حسين عبد الرازق ثمن مواقفه فتم وقفه عن العمل تماما وفصل من “الجمهورية” ثم انتقل إلى “الأخبار” مرة أخرى وظل ممنوعا من العمل والكتابة في الصحف التي عمل بها حتى موته.

لم يكتف حسين عبد الرازق بعمله الصحفي لكنه خاض النضال السياسي ا، وشغل منصب الأمين العام لحزب التجمع وعضو المكتب الرئاسي  للحزب، وأحد قياداته التاريخية، ورئيس مؤسسة خالد محيي الدين الثقافية.

وتعرض عبد الرازق للسجن أكثر من مرة، أبرزها ”انتفاضة الخبز” عام 1977 وفي قضية التفاحة عام 1989 كما اعتقل مع زوجته الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش خلال حملة اعتقالات 1981 الشهيرة.

وله عدة مؤلفات مهمة عن مظاهرات الخبز عام 1977 وعن تجربته في صحيفة الأهالي ( الأهالي صحيفة تحت الحصار) عن تجربة الصحافة الحزبية، كما أصدر كتابا عما يجري في العراق وكتاب آخر عن التجربة الخليجية في مصر ورشح ونجح في عضوية مجلس النقابة”. كما أنه كان عضو بلجنة الخمسين التي أصدرت الدستور المصري” في 2014. وشارك في لجنة الخمسين الاعداد قانون الصحافة الموحد الذي تم الانقضاض عليه وكان من بين من ساهموا في اعداد أول مسودة  لقانون يمنع الحبس في قضايا النشر.

ونعى الكاتب الصحفي يحيى قلاش، نقيب الصحفيين السابق، عبدالرازق، وقال: “فقدنا جزءا من ذاكرة مصر الوطنية و مناضلا لم يتاجر بالأثمان التي دفعها من حريته دفاعا عما يعتقده”.

وأضاف قلاش: “كان عبدالرازق، نقابيا من طراز خاص، علمنا أن العمل النقابي لا يرتبط بموقع أو كرسي بل دفاعا عن كيان وعن مهنة وعن وطن.. رحل جزء مني.. فقدت حسين عبدالرازق، البقاء لله”.

فيما كتب إلهامي الميرغني، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: “الأستاذ حسين عبدالرازق غير عنوانه.. خالص عزائنا للأستاذة فريدة النقاش والعائلة وللأستاذ سيد عبد العال وكل الزملاء في حزب التجمع”.

وكتب أيضا، الكاتب الصحفي خالد البلشي، رئيس تحرير “كاتب”، وأحد الصحفيين الذين تتلمذوا على يد الكاتب الراحل: “وداعا أستاذي حسين عبد الرازق.. وداعا أستاذي الأول”.

وأضاف البلشي: “رحل الرجل الذي فتح لي الباب لأدخل عالم الصحافة وعلمني كيف يكون الاستاذ كبيرا وزميلا وشريكا. الكلمات تعجز أن توفي الاستاذ حقه.. والكبار لا تكفيهم رسائل المحبة ولا الشهادات العابرة، لكن المعلم يظل كبيرا وأستاذا حتى الرمق الأخير.. كان آخر سؤاله لي هو الصحافة وآخر معاركه هي حريتها”.

وتابع: “للحظة الأخيرة ظل الأستاذ حسين مهموما بمعركته الدائمة وهي الصحافة وحريتها.. فوسط أزمة مرضه الأخيرة كان سؤاله الأول عن معركة قوانين اعدام الصحافة.. لم يكتف بتسجيل أسمه في بيان النقابيين السابقين الرافضين للقانون بل أنه كان حريصا على التقدم بالبيان رسميا بنفسه لولافحدد الموعد وتحرك نحو النقابة، وعندما هزمته آلام المرض اتصل ليعتذر موصيا بضرورة اكمال الطريق”.

وقال: “عندما جلست بجانبه في لجنة اعداد قانون منع الحبس في قضايا النشر الذي لم ير النور، تعلمت كيف يصبح الاستاذ شريكا، وكيف يكون في الوقت نفسه كبيرا بدأبه وحرصه على التفاصيل.. محطاتي معك أستاذي كثيرة.. وما تعلمته منك أكثر من أن يكتب في كلمات محبة”.

وأضاف: “ستبقى أستاذي بالنسبة لي حاضرا بكل كلمة تعلمتها بكل تلميح بالاشادة أو التقصير وبأول مكافأة تقدير وبرسائل تقول هكذا يكون المعلم كبيرا ورفيقا. ستظل دائما ليس فقط الرجل الذي فتح لي الطريق ولكن من علمني كيف يكون الاستاذ زميلا وشريكا. أستاذي وصديقي وكبيري وشريكي كانت باقة الورد التي أرسلها لك صباح كل يوم 4 نوفمبر رسالة عرفان من ابن لابيه في المهنة.. من صغير لكبيره، تقول أني أحبك واقدرك فهل وصلت الرسالة.”.

Leave a Reply