الشبكة العربية: خلفية حالات الانتحار سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية
أستاذة بالقومي للبحوث الجنائية: لا إحصاءات رسمية وتقرير الأمن يصعب الوصول إليه
الخوف من الامتحانات أو المرور بأزمة مالية أكثر أسباب الانتحار في مصر، وفي ظل تجاوز نسبة الفقر 46%، ومرور المصريين بالكثير من العوامل والظروف الاقتصادية السيئة تزيد الحالات المرصودة للانتحار في المجتمع المصري، ما بين انتحار عن طريق الشنق، أو تحت عجلات المترو، أو من أعلي مبني سكني أو برج أو تناول عقاقير قاتلة سجل عام 2018 حتى الآن 18 حالة انتحار من يناير وحتى سبتمبر، بمعدل حادثتين في الشهر الواحد أو أكثر.
بدأ العام بتناول شاب كمية من الأقراص الطبية هروبا من الامتحانات في يناير الماضي، وتلقى وقتها قسم شرطة المطرية بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثة الشاب داخل إحدى الشقق السكنية، وفي فبراير شنق شاب في البحيرة نفسه داخل منزل أسرته بعد مروره بحالة نفسية سيئة وكان يبلغ من العمر 19 عاما وقد فسخ خطبته بسبب مروره بأزمة مالية.
وفي 20 مارس أنهت طالبة بمعهد التمريض حياتها وانتحرت وهي تبلغ من العمر 16 عاما، وبداية من شهر أبريل زادت المعدلات عن السابق فلا يمر شهر إلا ويسجل حالتين أو ثلاثة حالات من الانتحار أحدهم في أبريل بمنطقة مصر الجديدة حين ألقى شاب عشريني بنفسه من الدور السابع تاركا رسالة لوالدته طالبا منها أن تسامحه، في حين أقدمت ربة منزل بالوراق علي الانتحار بسبب الخلافات المستمرة مع زوجها فشنقت نفسها في بيت والدها وفي نفس المنطقة بنفس الشهر أقدمت فتاة 15 سنة علي الانتحار وألقت بنفسها من الشرفة بسبب طلاق والديها، وفي مايو سجلت ثلاث حالات انتحار متتالية حين ألقى شاب بنفسه تحت عجلات مترو الأنفاق وأخر انتحر بمبيد حشري بالإسكندرية وفي الأقصر بمنطقة الجماملة التابعة لأرمنت الحيط .
وفي شهر يونيو استيقظت القاهرة علي حادث مأساوي ببرج القاهرة حين ألقي طالب بالثانوية العامة بنفسه من أعلي برج القاهرة بعد مروره بأزمة نفسية خلال أيام الامتحانات، وصعد شاب أخر فوق سطح منزله بعد أن ترك رسالة إلى أسرته وشنق نفسه بعد مروره بأزمة مالية وفقا لما جاء بالتحقيقات في النيابة.
أما عن شهر يوليو فسجل 3 حالات انتحار أسفل عجلات المترو أولها 2 يوليو حين قررت فتاة إلقاء نفسها أسفل عجلات المترو بمحطة مارجرس بعد خلافات مع أشقائها وماتت علي الفور، وفي 22 يوليو ألقي أشرف السيد 21 عاما بنفسه علي عجلات المترو بالخط الأول في محطة المرج ولقي مصرعه علي الفور، ألقى شاب آخر بنفسه من أعلى عقار في المرج وقالت عائلته وقتها أنه مدمن على الاستروكس.
وفي أغسطس وجد شابا في العقد الثالث من عمره مشنوقا داخل شقته بمصر القديمة وانتحر أخر بقرية توفيق الحكيم بالبحيرة
وفي سبتمبر بدأ الشهر بحادثتين إحداهما لقي صاحبها مصرعه أسفل عجلات مترو شبرا الخيمة والآخر تم إنقاذه في محطة جمال عبد الناصر وتم بتر قدمه اليمني إثر محاولته الانتحار.
حوادث الانتحار أسفل عجلات المترو جعلت المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق أحمد عبد الهادي يدلي بتصريح مطالبا المحبطين والمنتحرين بإخراج المترو من حسبتهم أثناء الانتحار لأن ذلك يعطل العمل بالمترو وهو مكان حيوي وهو التصريح الذي لاقي الكثير من السخرية علي مواقع التواصل الاجتماعي
وللأسف لا إحصائيات رسمية عن الانتحار في مصر، و قد صدر تقريرا من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان يشير إلى أن الانتحار يأتي علي خلفية سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لا يزال يتصدر قائمة صور الاحتجاجات الاجتماعية ورصد التقرير أن حالات الانتحار بلغت 15 حالة من بينها 13 حالة لقي أصحابها مصرعهم بالفعل.
وقالت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومي لبحوث الاجتماعية والجنائية في تصريحات لـ”كاتب” إن الانتحار يعود إلى عوامل متشابكة قد يصل فيها المنتحر إلى ذروة اليأس والرغبة في الخلاص، وقد يكون مصابا بمرض نفسي أو هلاوس بصرية أو سمعية يشعر بسببها بالكثير من الآلام والانتحار ينهي ذلك، وقد تكون الضغوط الحياتية سببا في ظهور المرض النفسي وتجتمع تلك العوامل، مع إتاحة صور العنف المنتشرة الىن في الميديا والتي تخلق حالة من التبلد الحسي، أما عن اختيار وسيلة الانتحار ” مترو الأنفاق ” فقالت “سوسن فايد ” أن المنتحر قد لا يقصد المكان قدر ما تأتي في المكان، وعن الإحصائيات المتاحة عن الانتحار قالت إنها تابعة لتقرير الأمن العام والذي أصبح الحصول عليه في السنوات الأخيرة صعب.