جدد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى”، بمناسبة يوم الصحفي الفلسطيني 26 سبتمبر دعوته لارسال بعثة تقصي حقائق دولية، للاطلاع عن كثب على ما يتعرض له الصحفيون ووسائل الاعلام الفلسطينية من اعتداءات شبه يومية من جانب الاحتلال الاسرائيلي.
وتأتي الدعوة في ظل اتساع دائرة الاعتداءات التي تستهدف الحريات الاعلامية في فلسطين، وازدياد حدتها دموية وخطورتها، لوضع الحقائق امام المجتمع الدولي والهئيات المختصة، والعمل الحثيث من اجل الزام اسرائيل بالمواثيق الدولية التي تضمن حرية التعبير واحترام القرارات الدولية التي تحمي الصحفيين، خاصة قرار مجلس الامن رقم 2222.
وأكد “مدى” على استمراره في حملته الدولية لوضع حد للسياسة الاسرائيلية الممنهجة الهادفة لـ اسكات الصحافة الفلسطينية، حيث كان المركز قد أرسل تقريرا بذلك لثلاثة منسقين خاصين في الامم المتحدة، وفي مقدمتهم المقرر الخاص للحق في حرية التعبير السيد دافيد كاي، وقال المركز في بيان بمناسبة يوم الصحفي الفلسطيني (السادس والعشرين من سبتمبر من كل عام)، إنه سيواصل تنسيق جهوده وانشطته مع المؤسسات الدولية للحد من الاعتداءات التي تتعرض لها الحريات الاعلامية، ويطالب بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والاعتداءات على الصحفيين.
ووجه “مدى” التحية للصحفيين الفلسطينيين في يوم الصحفي الفلسطيني ، وأشاد بجهودهم وعملهم الدؤوب للقيام بواجبهم المهني رغم كل العقبات والمخاطر والانتهاكات التي لم تتوقف بل ازدادت ضدهم، لا سيما ما الاعتداءات الدموية الواسعة منذ مطلع العام الجاري 2018 – على حد وصف المركز – والتي كان ابشعها واشدها خطورة قتل قناصة الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر ابريل الماضي في حادثين منفصلين، الزميلين ياسر مرتجى واحمد ابو حسين، اثناء تغطيتهما التظاهرات السلمية الفلسطينية التي نظمت قرب السياج الفاصل شرق غزة، مستخدما الرصاص الناري المتفجر علما انهما (مرتجى وابو حسين) كانا يتواجدان على مسافة 300-350 مترا من الجنود وكانا يرتديان الزي الصحفي الذي يظهر هويتيهما وعملهما بوضوح.
وقال المركز إنه بجانب هذا فقد تصاعدت الاعتداءات التي تستهدف الحريات الاعلامية في فلسطين بشكل ملحوظ ودون توقف، لا سيما الاعتداءات الاسرائيلية التي ما تزال تشكل القسم الاكبر والاشد خطورة على حياة الصحافيين والحريات الاعلامية عامة، حيث رصد “مدى” ووثق منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية شهر آب الماضي (خلال ثمانية شهور)، ما مجموعة 391 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية وغزة بما فيها مدينة القدس المحتلة، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 303 اعتداءات منها، اي ما نسبته حوالي 78% من مجمل الاعتداءات المسجلة، في حين ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة ما مجموعه 88 انتهاكا، او ما نسبته 22% من مجمل هذه الاعتداءات.