اليوم بيمر 5 سنين على مظاهرات 30 يونيو، وبتبدأ بكائية وتحميل كل واحد نزل للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة مسئولية وصول الحال لما هو عليه الآن، وبالمناسبة دي، فيه كذا نقطة مهم ناخد بالنا منهم:
ـ بشكل شخصي لو إحنا النهاردة 24 يناير 2011 هنزل بكرة برضو، ومش هاخد بكلام اللي بيقولوا إن مبارك يمشي معناها إن الإخوان يوصلوا للسلطة. ولو النهاردة 29 يونيو 2013 هنزل بكرة ومش هاخد بكلام كل اللي بيقولوا إن خروج الإخوان من السلطة معناه إن العسكر هيحكموا بلدنا، ولو الناس نازلة ضد السيسي في أي وقت هنزل ومش هاخد بكلام إن دة معناه حرب أهلية.
ـ 25 يناير لو كانت إخوان زي ما رجالة مبارك بيقولوا، ماكانش حد قدر عليهم ف 30 يونيو، ولو اللي نزلوا ف يونيو كانوا فلول مبارك،زي ما الإخوان بيقولوا، ماكانش حد قدر أصلًا يمشي مبارك ف يناير.
ـ مبارك حكم مصر 30 سنة بحجة إنه لو مشي الإخوان هيوصلوا السلطة، والإخوان كان ممكن يحكموا البلد 30 سنة بحجة إنهم لو مشيوا الحكم ف مصر هيبقى عسكري، والسيسي ممكن يحكم مصر 30 سنة بحجة إنه لو مشي داعش هتحكم مصر. بالنسبة لي أي حد بيقول حجة من دول علشان ما نقفش ف وش الظلم زيه زي الباقيين، عاوز يحكم البلد بالخوف من البديل، ومفيش بلاد بتتبني بالخوف، والشعب اللي مشى مبارك هو اللي مشى الإخوان هو اللي ممكن يمشي السيسي وقت ما يقرر، مش وقت ما إحنا نقرر.
ـ يناير ما جابتش الإخوان، اللي جابهم الشعب بالتصويت في الانتخابات 2012، ويونيو ماجابتش السيسي، اللي جابه الشعب بالتصويت في إنتخابات 2014 ـ مع الفارق بينهما ـ وبالتالي؛ لو عندك مشكلة في إختيار منهم فمشكلتك مش مع اللي رفض الظلم في يناير و في يونيو، مشكلتك مع شعبك اللي اختارهم.
ـ اللي نزل 30 يونيو ما يتحملش نتيجة الدم اللي جه بعدها، لإن اللي نزل في 30 يونيو كان نازل بيطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، ضد رئيس انتهك الدستور اللي انتخب على أساسه، بيحتمي بجماعته ووزير دفاعه ووزير داخليته لأخر يوم، وأظن كلنا فاكرين خطاب الرئيس السابق في ٢٦ يونيو بتاع بتاع الجيش المصري فيه رجالة زي الدهب يحافظوا على الشرعية، وخطاب ٢ يونيو اللي كرر الكلام بصياغة مختلفة.
ـ السيسي مش قائد 30 يونيو لأنه كان وزير دفاع النظام اللي الناس خارجة ضده، ولم يذكر له إنه إعترض بشكل علني على أي تصرفات لهذا النظام، هو استغل الفرصة وأقنع الإخوان إنه هيحميهم فمرسي طلع إستقوى بيه ع الشعب، فالسيسي قلبه.
ـ الإخوان ماكنوش ضد تدخل العسكريين في السياسة، ولغاية 3 يوليو طنطاوي وعنان كانوا مستشارين رئيس الجمهورية، وبحسب التسريبات من دوائر قريبة من الإسلاميين، آخرها تقرير موقع “عربي 21” المحسوب على الإسلاميين وجناح في الإخوان، كان فيه مفاوضات لغاية يوم 2 يوليو وكان أحد الحلول اللي طرحها الإخوان تعيين السيسي رئيس وزراء، وطبعًا دة غير مواقفهم من الحكم العسكري من 12 فبراير 2011 لغاية 3 يونيو 2013، ومباركة منصة رابعة لإشاعات الانقلاب العسكري على السيسي.
ـ اللي حصل مش إنقلاب السيسي على سلطة ديمقراطية منتخبة، اللي حصل اتفاق بين طرفين في سلطة استبدادية ـ وصلت السلطة بالانتخاب وحاولت تغيير العقد الاجتماعي اللي انتخبت على أساسه ـ على الانقلاب على مطالب مصريين كتير في الميادين، أحد أطراف الاتفاق باع زميله، واستغل الحراك الشعبي، لتبرير الإطاحة بيه تمهيدًا للوصول إلى السلطة، فلما تلوم؛ لوم الطرفين اللي إتفقوا يقفوا ضد إرادة الشعب، ماتلومش الشعب اللي حقه يختار طريقة حكمه.
ـ كل دة ما يخليكش تبرر ظلم الإخوان، لإن ظلم الظالم بيفضل ظلم برضو، ولو مبارك إتظلم هقف ضد ظلمه، زي ما برفض الظلم الواقع على آلاف المصريين ومنهم الإخوان النهاردة، لإننا عاوزين دولة قانون للكل، والسماح بانتهاكها ضد خصومك ومباركته، هيبقى بداية لمباركة ظلمك قريب.
ـ اللي وقفوا مع الحكم العسكري بعد خروج الإخوان من السلطة مش القوى المدنية، وأكتر ناس بيساندوا النظام الحاكم لغاية دلوقتي حزب النور الإسلامي السلفي، وقيادات كان بعضها أعضاء مكتب إرشاد الجماعة ومنهم اللي كان مرشح مرشد، ومساعد رئيس الجمهورية اللي طلع عمل مؤتمر الرئاسة الصحفي لتبرير مذبحة رابعة أنا شخصيًا قابلته سنة 2005 و 2010 باعتباره من القريبين من جماعة الإخوان المسلمين اللي بيساعدوها في أعمالها الجبهوية، والسجون مليانة شباب يساريين وليبراليين زي الورد إختاروا يدفعوا تمن الدفاع عن بلد وشعب، مش عن جماعة وسلطة.
ـ خلال 5 سنين شفت مظاهرات الإخوان في البداية للمطالبة باستعادة سلطة مرسي، بس ماشفتش تضامن منهم مع أي حد مش إخواني إتظلم، وشفت شماتة عدد منهم لما خصومهم بيتظلموا على إيد اللي ف الحكم، وماشفتش موقف معلن ليهم ف قضايا وطنية مهمة زي بيع أرض بلدنا، ودة علشان يحافظوا على توازن دولي، دة موقفهم السياسي اللي محدش يقدر يلومهم عليه، بس نحاسبهم سياسيًا على أولوياتهم، فمتخليش حد يبتزك باختياراتك السياسية، خصوصًا لو إختياراته زي ما إنت شايف كدة.
ـ مصر فيها 3 مليون مواطن كانوا أعضاء في الحزب الوطني، وبحسب التقديرات 350 ألف عضو بجماعة الإخوان المسلمين، و 2 مليون مواطن قدرتهم على الحشد التصويتي اللي بانت ف انتخابات 2005 و 2012، وآلاف الليبراليين واليساريين، وملايين آمنوا بالثورة وملأوا ميادينها، مصر مش هتتبني غير بكل دول مع بعض، وخصمي السياسي النهاردة، هو كل واحد شايف الحل في إستبعاد طرف م الأطراف دي.
ـ علشان مصر تتبني بكل دول، لازم كل تيار يبقى عنده إستعداد لمحاكمة قياداته اللي شاركوا في جرايم جنائية وسياسية ضد شعبنا، وبشكل شخصي أنا مع محاكمة كل واحد من القيادات الليبرالية واليسارية اتورط في جرائم جنائية أو سياسية ضد شعبنا، وأكيد شايف كل واحد من أي تيار مع محاكمة الآخرين وضد محاكمة أبناء تياره خصم سياسي، وعدو لحلم شعبي بالعدالة والحرية.
ـ لو مهتم تقرأ أكتر أنا ليه رغم اللي حصل فخور إني واحد م الملايين اللي نزلوا ضد مرسي ومبارك، أو ليه شايف إن رابعة مجزرة وكانت مصلحة مشتركة لطرفين مش شايفين غير السلطة، ممكن تقرأ المقالين ف التعليقات، وآسف إني مش ناقله من الموقع لإن الموقع إتحجب.
وفيي النهاية، مش لازم تبقى مع طرف من طرفين، مشفناش منهم غير صراع على سلطة دفعنا كلنا تمنه، وممكن تبقى بديل عنهم هما الاتنين، وشايفهم وجهين لعملة واحدة، وزي ما قال الإمام على “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكية”، أو زي ما قال أثناسيوس الرسولي لما قالوا له كل العالم ضدك يا أثناسيوس، فرد عليهم “وأنا ضد العالم كله”.