استأنفت فرق الإنقاذ في تايلاند عملها لإخراج آخر مجموعة من الأطفال العالقين في الكهف، في عملية عالية الخطورة، بسبب ارتفاع منسوب مياه الفيضانات.
وقد أخرج الغواصون يوم الأحد أربعة أطفال من الكهف سالمين، لكن عملية الإنقاذ توقفت ليلا. ويوجد الأطفال داخل الكهف منذ 23 يوليو، بعدما تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات داخله. وعثر غواصون عليهم أحياء الأسبوع الماضي.
وقررت فرق الإنقاذ الشروع في عملية إخراجهم، على الرغم من مخاطرها، مخافة أن يرتفع منسوب المياه مرة أخرى. وقد توجهت سبع سيارات إسعاف على الأقل إلى الموقع.
ويقول مراسل بي بي سي، جوناثان هيد، إن العملية محاطة بسرية تامة، ولم تفصح السلطات عن هوية الأطفال الذي تم إخراجهم، ولا يعرف ما إذا كانت عائلات الأطفال أخطرت بذلك.
وقد اغتنمت فرق الإنقاذ الأحد فرصة توقف الأمطار لتباشر عملها قبل الموعد المحدد. وقالت السلطات إن المرحلة الأولى من المهمة تمت “بسلاسة”، وإن الأطفال الذين أخرجوا من الكهف في “صحة جيدة”.
ولكن تساقط الأمطار ليلا، والتوقعات بالمزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، يحتم على الغواصين إنقاذ بقية الأطفال العالقين في أسرع وقت ممكن. وقال محافظ تشيانغ راي السبت إن فرق الإنقاذ أمامها ثلاثة أو أربعة أيام لإنجاز المهمة.
يعمل في المهمة 90 غواصا، 40 من تايلاند و50 من دول أخرى. ويوجه الغواصون الأطفال في أروقة الكهف المظلمة والمليئة بالمياه نحو المخرج.
ويمثل الانتقال من مكان وجود الأطفال في الكهف إلى الخارج عملية مضنية حتى بالنسبة للغواصين المحترفين. وتتطلب العملية المشي في المياه والتسلق ثم الغوص باستعمال حبل مربوط في الخارج.
ويلبس الطفل قناعا كاملا للتنفس، عكس الغواصين المحترفين، ويرافقه غواصان يحملان له أسطوانة التنفس. وأصعب نقطة في المسيرة كلها منعطف ضيق يحتم على الغواصين نزع جهاز التنفس للمرور عبره.
وبعدها تأتي منطقة تعرف بـ”الغرفة 3″، ويستعملها الغواصون للاستراحة قبل السير للمرحلة الأخيرة والخروج من الكهف، وبعدها الذهاب إلى المستشفى.
ولبيان خطورة المهمة نذكر أن غواصا سابقا في البحرية التايلاندية لقي حتفه الجمعة في الكهوف. وكان سامان جونان في مهمة لتزويد مجموعة الأطفال العالقين بالأكسجين عندما نفد منه فأغمي عليه ثم مات. وقال زملاؤه إنهم عازمون على ألا تذهب تضحية زميلهم هباء.