الفريق التحريري لنيويورك تايمز: محمد بن سلمان أبدى تفوقا استبداديا.. و”الانتقام السعودي” عدواني ويهدف لترويع النقاد
الصحيفة: التحركات السعودية كان من شأنها في الماضي أن تثير على الفور معارضة قوية وموحدة
الافتتاحية ترد على اتهامات السعودية لكندا: الدول التي تهتم بالحقوق الانسانية تدافع عنها.. وزوجة رائف بدوي حصلت على الجنسية الكندية
خصصت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية افتتاحيتها للأزمة بين المملكة العربية السعودية وكندا .. وجاءت الافتتاحية التي كتبها الفريق التحريري للصحيفة تحت عنوان السعودية تدخل في مواجهة قبيحة مع كندا .
ووصفت افتتاحية الصحيفة الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد كندا بسبب موقفها من اعتقال سمر بدوي، وشقيقها رائف بدوي، الذي يقبع في السجن بسبب إدارة موقع على الإنترنت ينتقد المؤسسة الدينية السعودية، بإنها إجراءات لا يفعلها إلا الطغاة ، الذين يعاقبون منتقديهم، وأشارت إنها ليست المرة الأولى التي تمارس السعودية نفس السلوك.
وأشارت الصحيفة إلى أن إجراءات السعودية، تضمنت طرد السفير الكندي وتجميد جميع الاتفاقات الجديدة مع كندا، التي تعد السعودية ثاني أكبر سوق لواردتها في الشرق الأوسط. فضلا عن إعلانها سحب ما يقرب من 12000 طالب سعودي، سافروا في “منح دراسية” تمولها الحكومة وأفراد الأسرة، وتحويلهم إلى دول أخرى.
وقالت الصحيفة إن ما فعلته السعودية أمر غير معتاد في تعامل الدول مع الانتقادات الخارجية، ووصفته بالانتقام.. وأكدت أن الانتقام السعودي عدواني بشكل لا داعي له، ويهدف إلى ترويع النقاد. مشيرة إلى أن هذا النوع من التحركات كان من شأنه في الماضي، أن يثير على الفور معارضة قوية وموحدة من الغرب، لكن حتى الآن، فإن رد الفعل بالكاد لم يتعد حدود التذمر.
كانت وزارة الخارجية الكندية قد وجهت انتقادات للسعودية، ودعت إلى إطلاق سراح الناشطة في مجال حقوق المرأة سمر بدوي، التي تم اعتقالها الأسبوع الماضي، وكذلك شقيقها رائف بدوي، الذي يقبع في السجن بسبب إدارة موقع على الإنترنت ينتقد المؤسسة الدينية السعودية.
وأوضحت نيويورك تايمز إن ادعاء السعودية بأن التصريحات والمطالبات الكندية تدخل صريح في الشئون الداخلية، حاجة خادعة – على حد وصف الصحيفة – مشيرة إلى أن إنصاف حيدر زوجة رائف بدوي، وأطفالهما الثلاثة لديهم حق اللجوء السياسي في كندا، وأنها أصبحت مواطنة كندية في الشهر الماضي. هذا فضلا عن أن البلدان التي تهتم بالحقوق الإنسانية والسياسية لها تاريخ طويل في التعبير عن رأيها، فردياً وجماعياً ، دفاعاً عن تلك المبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي قعت عليه المملكة بل أنها اصبحت عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، والذي تتمثل مهمته في تعزيز “تعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم” .
وكان رأئف بدوي قد حكم عليه عام 2013، بـ 10 سنوات سجن والجلد 1000 جلدة ، بالاضافة لغرامة كبيرة. وتم تعليق عقوبة الجلد بشكل مؤقت، بعد تنفيذ أول 50 جلدة عام 2015، بعد أن أثار شريط فيديو لجلد الغضب الدولي.
من جانبها – طبقا لنيويورك تايمز- لم تقدم المملكة العربية السعودية أي تفسير عن سبب احتجاز سمر بدوي التي يقبع زوجها السابق في السجن، ولم يمنعها ذلك من القيام بحملة ضد قوانين الوصاية في المملكة، التي تمنع النساء من السفر إلى الخارج أو الحصول على إجراءات طبية معينة دون موافقة قريب ذكر.
وانهت نيويورك تايمز افتتاحيتها بالإشارة إلى ممارسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قائلة ” إنه منذ أن وصل إلى السلطة مع والده ، الملك سلمان ، في عام 2015 ، شجع الاستثمار الأجنبي ، ومنح المرأة حق قيادة السيارات، وافتتح دور السينما التجارية لأول مرة منذ 30 عاماً، وعمل على تليين المدرسة الإسلامية المتطرفة في المملكة (على حد قول الصحيفة). لكنه في الوقت نفسه والكلام للفريق التحريري بنيويورك تايمز، أبدى أيضا تفوقا استبداديا ، وحبس رجال الدين والنشطاء ورجال الأعمال.