من أين يأتي الرئيس بأرقامه؟.. خفضوا مرتبات الإدارة العليا وأوقفوا لعبة استخدام الأرقام ضد العمال وتخسير الشركة
عامل: ولا مراتي ولا عيالي هيصدقوا بعد الحديث ان مرتبي 3 الاف جنيه.. وآخر : 35 سنة خدمة ومرتبي لا يزيد عن 6 الاف
العمال نظموا اعتصامات واضرابات للمطالبة بإقالة الإدارات المتتالية ووقف علمليات تخسير الشركة لتصفيتها
“كدة مراتي وعيالي هيعملوا مشاكل معايا ومش هيصدقوا أني يادوب بقبض 3 ألاف جنيه بعد 30 سنة شغل في الشركة”.. بهذه الكلمات علق أحد عمال الشركة القومية للأسمنت، على حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، أثناء افتتاح مجمع الرخام ببني سويف.
وقال السيسي في كلمته أثناء حفل الافتتاح، إن متوسط مرتبات العاملين بالشركة القومية للأسمنت، من 12- 14 ألف جنيه.
وأشار العامل – الذي رفض ذكر اسمه – إلى أن إجمالي راتبه لا يتخطي الـ3 الاف جنيه، يضيع معظمهم في قرض حصل عليه من خمس سنوات، وإجمالي ما يتبقي لا يزيد عن 700 جنيه، حيث تساءل العامل “من أين يأتي الرئيس بهذه المعلومات المغلوطة”.
وأشار العامل إلى أن عدد العمال في الشركة لا يزيد عن 2800 عامل، لا يتقاضى أقدمهم مرتب يزيد عن 7 ألاف جنيه، مشيرا إلى أن المتوسط الذي أعلنه الرئيس فيه خلط للأرقام للإيحاء بواقع غير حقيقي، حيث تم خلط أرقام مرتباتنا مع مرتبات الإدراة العليا والتي طالما طالبنا بتخفيضها ووقف علمليات تخسير الشركة.
واتفق معه في الرأي، عاطف شحات، أحد عمال الشركة أيضا، مشيرا إلى أنه يعمل فني في الشركة منذ ما يقرب من 35 عامًا، وبالرغم من ذلك فإن راتبه لا يتعدي الـ6 ألاف جنيه في الشهر، شامل الحوافز والإضافي والمرتب الأساسي.
وأشار شحات إلى أن ما قاله الرئيس حول أن متوسط رواتب القومية للأسمنت تتخطي الـ14 ألف جنيه ” رقم مغلوط، إلا إذا تم حساب مرتبات الإدارة والعلاقات العامة الذين يقارب عددهم عدد العمال وتتجاوز مرتباتهم أضعاف أضعاف مرتباتنا، وكان يجب توضيح ذلك، بدلا من استخدام الرقم للايحاء بواقع آخر”.
لفت شحات إلى أن الحديث عن أن الشركة متوقفة وتخسر، يحتاج لمزيد من التدقيق، لأنه كانت هناك نوايا واضحة وإرادة لتخسير الشركة من قبل الإدارات المتتالية، بالرغم من أن الشركة القومية للاسمنت كانت تغطي احتياجات مصر من الأسمنت والجبس على مدار السنوات الماضية.
وكان لعمال الشركة القومية للأسمنت مسيرة من الاعتصامات والاضرابات التي كانت أهم مطالبها تشغيل الشركة، وإقالة الإدارات المتتالية التي اتهمها العمال بتعمد تخسير الشركة لتصفيتها.
وكان أخر احتجاجات عمال الشركة القومية للإسمنت بالتبين، اعتصامهم في الأول من يوليو الماضي والذي استمر ما يقرب من أسبوع أمام الميناء الغربية للشركة بمنطقة حلوان، وكان الاعتصام اعتراضا على قرارات إيقاف مصانع الشركة والمعاش المبكر وتخفيض الحافز.
يذكر أن هذا هو الاعتصام الثاني لعمال الشركة لنفس الأسباب، حيث كان احتجاج العمال قد بدأ للمرة الأولى يوم 14 يناير 2018، واستمر ليوم واحد.
وانفضّ ذلك الاعتصام بعد وعد وزير قطاع الأعمال العام بالنظر فى تشغيل الشركة، إلا أن العمال فوجئوا في 28 فبراير الماضي عند صرف المرتبات بتخفيض حوافزهم من 390% من المرتب الأساسي إلى 75% فقط، مما يعني إمكانية تعرض الكثير منهم للحبس لعدم قدرتهم على سداد أقساط مديونياتهم للبنوك.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد قال خلال افتتاح مجمع الرخام والأسمنت ببني سويف، مصاريف تشغيل شركات قطاع الأعمال الخاسر أكبر من تكلفة تطويرها واستمرارها بسبب غياب البعد الاقتصادي للمشروعات والإدارة مكنتش موجودة.
وأضاف “زمان كان لما الأسمنت يزيد 5 جنيهات للطن من 20 سنة كانت الدولة والإعلام يقول ميصحش وكانت الدولة تدخل ومن غير ما نحس بنهد الصناعة فانتهت الشركات اللي كنا بنتكلم عنها وبقت الشركات اللي كانت بتساوي عشرات ومئات المليارات متساويش حاجة”.
وجه السيسي رسالة للعمال بشركات قطاع الأعمال “إحنا حريصين عليكم، ولا يمكن أن نؤثر على أسركم، ولازم تعرفوا إن الإصلاح مسار صعب، والمصنع هنا مفيش مشكلة لأني مش بعمل إحلال من الأول، وبالتالي مش مضطر أحط حلول للعمال ولا اتصرف.