الحزب: كافة الضغوط والمؤامرات الامريكية لن تؤدى لرضوخ الشعب الفلسطينى للإملاءات الأمريكية الإسرائيلية
قال حزب التحالف الشعبى الاشتراكى إنه يتابع بقلق بالغ قرار الادارة الامريكية بقطع مساهمتها كليا فى موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ” أونروا”، وهى المساهمة التى تبلغ حوالى 360 مليون دولار سنويا، وتمثل ثلث ميزانية الوكالة، والتى التزمت الولايات المتحدة الامريكية بتقديمها الى الوكالة منذ انشائها فى اعقاب النكبة وحتى قبل صعود ترامب للرئاسة.
وأشار الحزب في بيان له صباح اليوم إلى أن القرار الأخير يأتي في سياق عدة خطوات تصعيدية اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تصفية القضية الفلسطينية بدء من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وإغلاق مقر منظمة التحرير وترحيل السفير الفلسطيني وعائلته ومحاولة استخدام حماس في مشروع تسوية جديد ضمن التمهيد لصفقة القرن .
وأكد التحالف الشعبي ان الاسباب الحقيقية لقرار الادارة الامريكية بقطع الدعم عن الاونروا تكمن فى رغبة ترامب والكيان الصهيونى وسعيهما للتخلص من قضايا الحل النهائى، التى اجلها اتفاق اوسلو، والتى تتمثل فى القدس، والمستوطنات، والحدود، والمياه، وحق العودة.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللجئين الفلسطينيين ( اونروا ) قد تأسست عام 1949 بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 302 وبدأت اعمالها فى 1950، بهدف معالجة تداعيات الاحتلال الاسرائيلى وتشريده لاكثر من 750 الف لاجئ فلسطينى، والعمل على تلبية احتياجاتهم الانسانية من تعليم وعلاج وتنمية، الى حين عودتهم الى ارضهم ومدنهم الذين طردوا منها عام 1948. وقد تضاعفت اعداد اللاجئين مع مرور الزمن حتى وصل الى 5,4 مليون رجل وامرأة وطفل.
الامر الذى يعنى ان هؤلاء ” اللاجئين لديهم حقوق بموجب احكام القانون الدولى، ولا يمكن ببساطة القيام بالغاء وجودهم، وهى الحقيقة التى لا يمكن انكارها ” حسب تعبير بيير كرينبول المفوض العام للاونروا.
وكان ترامب قد اشار من قبل الى انه لا يلتزم صيغة حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، وكانت الخطوة الاولى فى هذا السياق هى اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل، وها هو يتحرك نحو شطب قضية اللاجئين وبالتالى حق العودة .
فالادارة الامريكية ترى ان وجود الاونروا يعنى اعتراف صريح بوجود لاجئين فلسطينيين حفظت الامم المتحدة حقهم فى العودة، فى قرارها الذى انشأ وكالة الغوث. وهو امر اكدت الادارة الامريكية واسرائيل مرارا عزمهما على وجوب محوه لتفريغ حق العودة من مضمونه وسحبه من مشروع التسوية الجديد الذى تعمل عليه ادارة ترامب وتطلق عليه ” صفقة القرن” .
وشدد حزب التحالف الشعبى الإشتراكى على أن كافة الضغوط والمؤامرات الامريكية لن تؤدى أبدا لرضوخ الشعب الفبسطينى للإملاءات الأمريكبة الإسرائيلية ، بل إن رد الفعل الفلسطبنى المتوقع فى مواجهتها هو تصاعد نضال الفلسطينيين و تجدد انتفاضتهم من اجل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
وفى هذا الصدد يؤكد التحالف على ان اعلان المانيا واليابان ودول اوروبية اخرى، بالاضافة الى بعض الدول العربية بزيادة مساعداتها الى الاونروا هى خطوة أولي لتغطية العجز الذى خلفه الانسحاب الامريكى فى موازنة الوكالة ولكنها ليست كافية ويجب أن تتبعها خطوات اخري.
وعلى الدول العربية والخليجية خصوصا ان تزيد دعمها للوكالة .. وعلى السلطة الفلسطينية ان تستخدم علاقاتها الاقليمية والدولية فى هذا الصدد.